السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ماذا تتوقعون من المنابر الإعلامية والصحفية التي يتربع على كثير منها الرويبضة المهووسين ؟
و ماذا سيكتبون بعد أسابيع عن احتفالات أعياد النصارى الكريسمس ورأس السنة ؟
إنهم وكالمعتاد سيدعون جماهير المسلمين إلى المشاركة فيها حتى لا يتهم
الإسلام بالرجعية والظلامية وقلة المرونة والتذلل والانصياع لرغبات اهل
الملل المنحلة والمنحرفة..
وليثبتوا للعالم أنهم متحررون عن القيود حتى يرضى عنهم النصارى
وهنا يعدوا العدة ويستعدوا بالتهم المعلبة لمن أنكر مشاركة المسلمين في
تلك الاعياد الباطله وإنه سيتهم بالتطرف والإرهاب وسفك الدماء بل وشق
الوحدة الوطنية !.
ولن يعجزوا عن تعليب فتاوى جاهزة في قالب الفقه المائع بجواز الاحتفال مع الكفار
يسترقها كتابهم ويكذبون عليها ألف كذبة ليبدلوا اعتقاد المسلمين وأن
الإسلام دين مشاعر وانتماء فقط ولا يجوز ان تجرح مشاعر الكفار او نكدر
عليهم فرحتهم المواكبة لأحداث خلطة دموع المسلمين بدمائهم من بطش أيدي
اليهود والنصارى في حروب عقائدية دينية
إلى الله المشتكى من أمة يقرر ولاءها وبراءها ويرسم طريقها ومنهجها عبر
وسائل الإعلام والصحافة أناس ما تخرجوا إلا من دهاليز وغياهب جامعات
ومعاهد النصارى وأنصارهم
للمنافين اسلحة فتاكة يطلقونها من ترسانة الإعلام المسلطة على أبناء ألامه
باسم الرقي والتقدم والحضارة والتطور وشعارات التعايش السلمي والأخوة
الإنسانية والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية وغيرها كثير
وما ذاك إلا للتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم إتباع أعداء الله في كل كبيرة وصغيرة
حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج
قال تعالى{ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }
ويقول تعالى { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ } أي: عيداً يختصون به.
أن الاحتفال بمثل تلك المناسبات احتفال بعيد ديني نصراني (عيد ميلاد المسيح عليه السلام وعيد رأس السنة الميلادية)
وأن المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم والفرح به فرح بشعائر
الكفر وظهوره وعلوه وفي ذلك الخطر العظيم على اصل عقيدة المسلم وإيمانه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم )
فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟!
ولأن العالم اشبه ما يكون بالقرية الواحدة في هذا العصر عصر الاتصالات
ولكثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أو التجارة أو بدخولهم بلاد المسلمين
ولأن معرفة الشر سبب لاتقائه واجتنابه قال حذيفةرضي الله عنه " كان الناس
يسألـون رســول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر
مخافةَ أن يدركني"
ولكثرة الدعاوي وقوة الأصوات المنافقة التي تريد للأمة الخروج عن أصالتها
علينا ان نواجه الحجة بالحجة ونتسلح بسلاح العلم لرد الشبهة والشهوة ولنرفع الجهل عن الجاهل ونحمي الشريعة من المعتدي.
ما هو عيد الكريسمس ؟
يسمى عيد الكريسمس وهو يوم ( 25 ديسمبر )
مناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح - عليه السلام- كل
عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛وأصبح القديس ( نيكولاس ) رمزاً لتقديم
الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نوي ل) محل القديس (
نيكولاس ) رمزاً لتقديم الهدايا خاصة للأطفال.وقد تأثر كثير من المسلمين
بتلك الشعائر والطقوس؛ وإتنتشر هدايا البابا ( نويل ) في المتاجر والمحلات
التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا (
فتشوا في بيوتكم ) وكم من طفل مسلم يعرف البابا ( نويل ) وهداياه ولا يعرف
احكام وسنن العيدين الفطر والاضحى المبارك ! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ما هو عيد رأس السنة ؟
للنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات اللهائر
أعيادهم المليئة بذلك، وهذه الاعتقادات تصدر عن صُنّاع الحضارة الحديثة
وممن يوصفون بأنهم متحضرون ممن يريد المنافقون من بني قومنا اتباعهم حذو
القذة بالقذة حتى في شعائرهم وخرافاتهم لكي نضمن مواقعنا في مصافِّ أهل
التقدم والحضارة، وحتى يرضى عنها أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء!!
ومن اعتقاداتهم تلك: أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ
روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ( ما هذان اليومان ) قالوا ( كنا
نلعب فيهما في الجاهلية ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قد
أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء
"والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما"اهـ
و الحديث السابق ( من تشبه بقوم فهو منهم ) قال شيخ الإسلام في
(الاقتضاء)(1/83) (وهذا الحديث أقل أحواله يقتضي يحريم التشبه بهم وإن كان
ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه
منهم )
وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم)
وروى عن عبد الله بن عمرو قال (من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة )
وممن نقل الإجماع
شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم وابن القيم في أحكام أهل الذمة
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء 1/454
وأما الإجماع والآثار:
فمن وجوه:
أحدها :ما قدمت التنبيه عليه من أن اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في
أمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه
قائم في كثير من النفوس ثم لم يكن على عهد السلف من المسلمين من يشركهم في
شيء من ذلك فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهيا من ذلك وإلا لوقع
ذلك كثيرا إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم ما فيه واقع لا محالة والمقتضى
واقع فعلم وجود المانع والمانع هنا هو الدين فعلم أن الدين دين الإسلام هو
المانع من الموافقة وهو المطلوب
الثاني : أنه قد تقدم في شروط عمر رضي الله عنه التي اتفقت عليها الصحابة
وسائر الفقهاء بعدهم أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار
الإسلام وسموا الشعانين والباعوث فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم
من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل
الكافر لها مظهرا لها، وذلك أنا إنما منعناهم من إظهارها لما فيه من
الفساد إما لأنها معصية أو شعار المعصية وعلى التقديرين فالمسلم ممنوع من
المعصية ومن شعائر المعصية ولو لم يكن في فعل المسلم لها من الشر إلا
تجرئة الكافر على إظهارها لقوة قلبه بالمسلم فكيف بالمسلم إذا فعلها فكيف
وفيها من الشر ما سنبنيه على بعضه إن شاء الله تعالى
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة 2/722
(فصل حكم حضور أعياد أهل الكتاب وكما أنهم لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز
للمسلمين ممالاتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم
الذين هم أهله وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم)
ومن فتاوى المتأخرين
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى
في فتاواه 3/105
من محمد بن إبراهيم إلى .............سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد
المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي
وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا
مشاركة منهم في هذا العيد
وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك
وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب
في أعيادهم
فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم 2540
السؤال
من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين
الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يعظمون عطلات اليهود والنصارى
ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون
المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس
الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين
الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين
أو لا؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
أولا السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها
مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنه قال عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ الحديث
ثانيا لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور
بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة
أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول وتعاونوا
على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله شديد العقاب
وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي -عضو